رؤى اللّيل و رؤى النّهار

وهذا يفهم منه الليل، وكثيراً ما نام في بيته أو في بيت أحد الصحابة نهاراً، ثم رأى رؤيا، كرؤياه حين نام في بيت عبادة بن الصامت رضي الله عنه عند أم حرام بنت ملحان رضي الله عنها، حين رآها مع مَن يغزون في سبيل الله وقالت: ادع الله أن يجعلني منهم، فقال: ( أنت من الأولين ).*1 وقد كان وقت نومه نهاراً، وقد عنون له البخاري في صحيحة: باب مَن زار قوماً فقال عندهم. أي من القائلة وهو النوم في الظهيرة [ المعجم المحيط: ص٧٧١ ]

وقد عنون ابن حجر في الفتح*2: باب: رؤيا الليل، وذكر بعده مباشرةً باب: رؤيا النهار، فلا فرق إذا من ناحية الوقت ليلاُ أو نهاراً ولا اعتبار له.

وقيل: إنَّ بينهما تفاوت وأنَّ رؤيا الأسحار أصدق وأسرع تأويلاً، ولا سيما عند طلوع الفجر وجاء عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً: ( أصدق الرؤيا بالأسحار )*3.، وهذا يحمل على سرعة التأويل والوقوع لا على الصحة، والله أعلم.

………………………………………………………………

*1- الحديث: عن عبدالله بن أبي طلحة أنه سمع أنس بن مالك يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل على أم حرام بنت ملحان – وكانت تحت عبادة بن الصامت- ، فدخل عليها يوما، فأطعمته وجعلت تفلي رأسه فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم استيقظ وهو يضحك..” . قالت : فقلت ما يضحكك يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال ناس من أمتي عُرضوا على غزاة في سبيل الله يركبون ثبج هذا البحر ملوكا على الأسرة – أو مثل الملوك على الأسرة – شك إسحاق- قالت: فقلت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ادع الله أن يجعلني منهم، فدعا لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم وضع رأسه ثم استيقظ وهو يضحك ، فقلت ما يضحكك يا رسول الله ؟ قال: أناس من أمتي عرضوا على غزاة في سبيل الله – كما قال في الأولى – قالت : فقلت يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم، قال : أنت من الأولين ، فركبت البحر في زمان معاوية بن أبي سفيان فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر فهلكت. فتح الباري- (12/ 484) – كتاب التعبير باب رؤيا النهار وقال ابن عون عن ابن سيرين: رؤيا النهار مثل رؤيا الليل.

*2- فتح الباري- (12/482)- باب رؤيا الليل.

*3- عارضة الأحوذي-(9/129)- كتاب الرؤيا – باب قوله لهم البشرى في الحياة الدنيا. ضعفه الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة- (4/218) حديث: 1732- مكتبة المعارف للنشر والتوزيع- الرياض- ط1، 1425هـ ، وقال: أخرجه الترمذي، والدارمي، وأبو يعلى، وابن حبان، وابن عدي في الكامل، والحاكم، والخطيب في التاريخ، من طريق دراج ِأبي السمح عن ابي الهيثم، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقال الحاكم: ( صحيح الإسناد ) ووافقه المناوي، ثم الغماري، ومن قبلهما الذهبي مع أنه أورد دراج في الضعفاء، وقال ضعفه ابو حاتم، وقال أحمد: أحاديثه مناكير. ولهذا ذكر ابن عدي أن هذا الحديث مما أنكر من أحلديث دراج هذا. وأما الترمذي فسكت عنه.