هل للأشكال التي تُرى في النوم دلالات معينة؟

  • الدائرة:

ومعانيها تدور بين المكر والخديعة أو الحيلة، أو ما يعرف ب: اللف والدوران، وعدم المصارحة، والتكاشف، أو العذاب وسوء الخاتمة، بمعنى أنها في مجملها معاني سلبية، أو سيئة، ومن النصوص التي يمكنك تأملها، وتقيس عليها قوله تعالى: ( وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ… )[ التوبة: ٩٨ ].

  • المستقيم:

ومعانيه تدور بين الانضباط في الأعمال، وعدم مخالفة الشريعة، أو التشريعات، أو القوانين الوظيفية، وكذلك عدم الإتيان بالبدع أو المعاصي على مستوى العبادة، ويمكنك تأمل هذا في بعض النصوص، ومنها ( أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمْ مَنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ )[ الملك: ٢٢ ] (وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إذاكِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ) [الإسراء: ٣٥ ].

  • الطول أو الطويل:

ومعانيه تدور بين الغنى والرفعة، وقد يرد بمعنى التكبر، أو طول المدة والمكث، وكثرة الصدقة، ويمكنك تأمل هذا في النصوص التالية: قال تعالى: ( إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا ) [الإسراء: ٣٧ ]. وقال: ( وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا ) [الإنسان: ٢٦ ] وقال: (اسْتَأْذَنَكَ أُولُو الطَّوْلِ مِنْهُمْ ) [ التوبة: ٨٦ ]. وقد ورد وصف المؤذنين بأنهم أطول الناس أعناقا يوم القيامة *1، ووصف إحدى بناته بطول اليد، وهو كناية عن الصدقة، وغير هذا من النصوص التي يمكنك تأملها، وتنطلق منها عند التعبير.

  • المربع أو المستطيل:

ومن أهم المعاني التي نخرج بها من هذا الشكل العيش في الحياة الدنيا، والسعي في الكد، والدلالة على دار العمل والأمل، ويسند هذا ما جاء في السنة حين رسم الرسول صلى الله عليه وسلم خطا مربعا، ووضع خطا في داخله خارجا منه… الخ الحديث، ولا يخفى على العالم بالسنة. *2

والمهم عندي أن تعلموا أن لهذا العلم منطلقات، وأسس شرعية، وأن المعبر حين تعبيره الرؤيا تدور في ذهنه معان متعددة، وهو يبحث عن المعنى الصواب للرؤيا، أو يحاول إيقاعها على المعنى الذي فيه التفاؤل؛ إن كان المعنى يحتمله، وهذا شرط أساس عند التعبير.

…………………………………………………….

*1- عن طلحة بن يحيى، عن عمه، قال: كنت عند معاوية بن أبي سفيان فجاءه المؤذن يدعوه إلى الصلاة. فقال معاوية: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ” المؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة”صحيح مسلم بشرح النووي – ( 2/401) – كتاب الصلاة باب فضل الأذان وهرب الشيطان عن سماعه.

*2- الحديث: عن عبدالله رضي الله عنه قال: خط النبي صلى الله عليه وسلم خطا مربعا، وخط خطا في الوسط خارجا منه وخط خططا صغارا إلى هذا الذي في الوسط من جانبه الذي في الوسط وقال: هذا الإنسان، وهذا أجله محيط به- أو قد أحاط به- وهذا الذي هو خارج أمله وهذه الخطط الصغار الأعراض، فإن أخطأه هذا نهشه هذا، وإن أخطأه هذا نهشه هذا” .

فتح الباري – (11/283) – كتاب الرقاق – باب في الأمل وطوله.