بمعنى،كيف نميّز بين رمز حصل به تطور دلالي؟،وسأضرب مثال:-
الحيّات كانت عدو للإنسان،لأنه كان يعيش في الصحراء،وكانت كثيرة الخروج عليهم في الصحراء،ولدغها أو قرصها يتسبب في وفاتهم،أو يتسبب لهم في مشاكل وأمور تفزعهم،،
وكان العوام يقولون: “أن الحيّه هي سبع الإنسان،والإنسان سبع الحيّه”،،
لكن الآن،إذا رؤيت الحيّة،فإن المفسّر الذي لديه ثقافة بالتطورات الدلاليّة،عليه أن يتأمّل المعنى،ويَقرنه بالحضارة وبالمدينة،،
فالحيّات الآن هي رمزاً للصيدليات،رمزاً للأدوية،رمزاً للعقاقير،،
وقد تكون رمزاً للأمراض،كيف ذلك؟
والجواب:عندما نراها في الشتاء،فهي رمزاً للصحة،رمزاً للفيتامينات،رمزاّ للإبر عندما يأخذها الإنسان ويطيب،رمزاً للإستشفاء،رمزاً للمنتجعات الصحيّة،،
أما رؤيتها في الصيف،فهي رمزاً للسخونة،للتعب،للوهن الجسدي…هذا مثال،،
مثال آخر: العقرب..فالعقرب أيضاً لمن يعيش في الصحراء فهو يتأذى منه،لكن مع السكنى في البيوت المبنيّة والمدن،يَندُر أن يشاهد الإنسان العقرب،، فإن شاهدها أهل المدن،فمعناها ينصرف عن المعنى القديم الذي نقول عنه مثلاً “أنه امرأة موذية،أو امرأة فاسقة،و امرأة نمّامة”،ونربطه بالمعاني الموغلة في الخوف والفزع،،
والآن نقول: أن العقارب معناها مع المدن وتباعد السكان،أن العقارب هي خير قارب،أو ناس من الأقارب سيزورون الرائي،،
يقول أحدهم (العقرب امرأة نمّامة)،أقول له: هذا في الكتب القديمة،التي انطلقت من مفهومات ثقافية قديمة،من العيش كما ذكرت في بيئة يكثر فيها العقارب،ويكثر فيها الثعابين،،
لكن الآن الوضع مختلف،ولذلك يحصل هذا التطّور الدّلالي في الرموز. وشكراً