لأن الرؤيا عبارة عن ألفاظ،أو رموز ذات معاني،وهذه المعاني قد تظهر لي من لفظ المتكلم أو من عموم لفظه،،
وتارة تظهر لي من تعليلاته،ونحن هنا كقصاص الأثر،نحاول أن نتتبع أثر هذه الرؤيـا إلى أن نصل إلى فهمها،ومن ثم التوصل للتعبير الصحيح إن شاء الله .
ولا شك أن تعليل المتحدث الذي رأى الرؤية،يختلف عن تعليل الناقل لها،كما أن الناقل للرؤيا قد لا يعلم بتفاصيل حياة الرائي،عند سؤاله مثلا عن شيء له علاقة بالتعبير،،
وأذكر هنا قصة طريفة حدثت أثناء بث البرنامج على الهواء في إحدى الحلقات:
حين قصّت امرأة رؤية أختها،وقلت “تأكدي من لفظها” ، فقالت لي أنها متأكدة ، فقلت لها “التعبير هو أن أختك قد تصدقت بصدقة على مساكين،وترا أنها بسيطة حقيرة،وهي عظيمة عند الله إن شاء الله” ،فقالت: “أنا لا أدري عن تصدقها بشيء” !!! فطلبت محادثتها،فلما تكلّمت معي الرائية نفسها وسألتها،تذكّرت أنها أعطت حلوى خاصة بأولادها،لطفل مسكين جاءهم ولم ترد أن ترجعه خائباً،وكم عمّ العَجَب هذه المرأة!!
فتلاحظون معي،أهمية معرفة التفاصيل للناقل،والذي أتأسف له أن هناك تساهلاً غريباً عند نقل الرؤى،أو كتابتها،هنا في بعض المواقع،أو في بعض المنتديات،الذين يطلبون تعبير رؤيا رُئيت ،وكأنما هم يظنّون المعبر سيكشف له حجاب،أو يكون من الذين يعبرون إلهاما !!،،
وقد نص غير واحد ممن برع في هذا الفن،على أهمية النقل الأمين،ومما يحسن نقله هنا،ما قاله النابلسي في “تعطير الأنام”،(واعلم أن المنام الواحد يعتبر فيه اللفظ الذي يقوله صاحب الرؤيا،فتارة يقول : تزوجت،وتارة يقول:نكحت،فربما يختلف تأويله،ولذا، فيعتبر لفظ الرائي وما يقوله ويجري الاشتقاق وغيره عليه).