مامعنى تكرار رمز ضياع الشيء كالجوال أو الحقيبة أوالعباءة أوالحذاء وهل له تفسير علمي؟

ابتداءً يجب ملاحظة أمر مهم، وهو أن تكرار أي حلم، على صاحبه مدعاة للتأمل فيه، ومن ثم محاولة البحث عن معنى مقنع له.

وهنا سأحاول تفسير معنى ضياع شيء من هذه الأشياء، وتفسير معنى تكرر ضياعها، وسأربط كما تعودتم مني ببعض النصوص الصحيحة والصريحة.

  • أن معنى هذا الرمز هو تهاون صاحبه بأمر الصلاة أو الدين، بدليل: قال الله تعالى:( فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ ۖ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا) [ مريم: ٥٩ ].

و بدليل ما ورد عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه، أنه كان يكتب إلى أمرائه في أنحاء البلاد ويقول لهم: ( إن أهم أمركم عندي الصلاة فمن حفظها حفظ دينه، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع ). ويصدق على هذا قول الشاعر:

إذا الإيمان ضاع فلا حياة * ولا دنيا لمن لم يُحيِ دينا. *1

  • قد يكون معنى هذا الرمز ضياع الوقت أو ضياع العمر أو ضياع الأحلام وعدم تحققها وحسرة صاحبه على ما فرط في الماضي، خاصة لو كان صاحب هذا الحلم يعاني من رداءة الحظ.
  • قد يكون معنى تكرر هذا الرمز لإحساس صاحبه بالظلم والوحدة والتشتت وربما بسبب ضياع حق له أو سلب جهد له. ولعلنا نستشهد بهذا البيت:

أضاعوني وأي فتىً أضاعوا * ليوم كريهة وسداد ثغر

وتأمل قوله تعالى: ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَات إِنَّا لا نُضِيع أَجْر مَنْ أَحْسَنَ عَمَلا ). [ الكهف: ٣٠ ]. وهنا فيجب الاهتمام بصاحب هذا الرمز وعدم تركه مع وحدته.

  • قد يكون هناك أمر ضاع من صاحبه في السابق، كالولد أو الحبيب أو الزوج أو الشيء الثمين، فيستعيد ذكرى هذه الأشياء بواسطة الأحلام.
  • قد يدل هذا الرمز على تضييع الأمانة من صاحب الحلم، فيكون مثلا لديه عمالة لا يقوم بحقوقهم الدينية أو الدنيوية، أو وظيفة لا يؤدي حقها.
  • قد يدل هذا الرمز على تضييع المال وجعله بيد من لا يقوم بحفظه، كمن يكون لديه عمال ولا يتابعهم، أو لديه خدم ولا يتابعهم، وقد يكونون يخونونه بماله.
  • قد يدل هذا الرمز على ضياع الشرف، أو الشك بتضييعه من طرف آخر، فمن يشك مثلا بأخته أو زوجته فقد يرى مثل هذا الرمز، وهنا يجب الحذر من الانسياق خلف الوهم، لأن الحلم هنا قد يصوره الشيطان ليزرع الشك في النفوس.

قد يدل تكرر هذا الرمز على عدم الاهتمام بتحريز الأشياء الثمينة وحاجتها لذلك، كمن يمتلك سيارة فاخرة ويشاهدها دوما قد ضاعت منه، فقد يكون بحاجة لتعاهدها والاهتمام بها.

…………………………………………………………

*1- محمد اقبال: ص 109 من كتاب الشيخ عائض القرني ( مملكة البيان )، دار ابن حزم، الطبعة الأولى: 1422هـ 2001 مـ.