هل تعاني من الكوابيس ..؟ هل تشعر بأجسام غريبة تأتي عندك وقت النوم..؟ هل تخاف عند الذهاب للنوم..؟
هل استشرت أحدا في حالتك..؟ هل شعرت بدقات قلبك المخيفة وقت النوم..؟ هل تشعر بالاختناق وقت النوم وتحاول الصراخ ولا تقدر..؟
هل تعاني من الاستيقاظ المتكرر والقلق..؟ هل ذهبت إلى الأطباء ولم تشعر بالتحسن..؟ أتريد مني النصيحة إليك..؟
فلم أكتبها إلا لك، أيها الأخ، وأيتها الأخت أكتب هذه الأسطر:
قال تعالى في سورة الرعد:28: [ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28)] هذه الآية الكريمة فيها الدواء النافع ، ولا تنسوا أن الله سمى القرآن شفاء ، ورحمة.
قال ابن كثير عن الآية : أي تطيب وتركن إلى جانب الله وتسكن عند ذكره وترضى به مولى ونصيرا ، ولهذا قال : [أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ] ؛ أي هو حقيق بذلك.
وقال سيد قطب عنها: تطمئن بإحساسها بالصلة بالله والأنس بجواره والأمن في جانبه وفي حماه، تطمئن من قلق الوحدة وحيرة الطريق ،بإدراك الحكمة في الخلق والمبدأ والمصير ، وتطمئن بالشعور بالحماية من كل اعتداء ومن كل ضر ومن كل شر إلا بما يشاء ، مع الرضى بالابتلاء ،والصبر على البلاء ، وتطمئن برحمته في الهداية والرزق والستر في الدنيا والآخرة،،
وهذا الاطمئنان في قلوب المؤمنين من ذكر الله حقيقة عميقة يعرفها الذين خالطت بشاشة الإيمان قلوبهم ، فاتصلت بالله، يعرفونها، ولا يملكون بالكلمات أن ينقلوها إلى الآخرين الذين لم يعرفوها، لأنها لا تُنقل بالكلمات إنما تسري في القلب، فيستروحها ويهش لها ويندى بها ويستريح إليها ويستشعر الطمأنينة والسلام، ويحس أنه في هذا الوجود ليس مفردا بلا أنيس، فكل ما حوله صديق، إذ كل ما حوله من صنع الله الذي هو في حماه،،
وليس أشقى ممن يعيش في هذه الحياة وهو لا يدري لم جاء ؟ ولم يذهب ؟ ولم يُعاني ما يعاني في هذه الحياة ؟ ليس أشقى ممن يشق طريقه فريدا وحيدا شاردا في فلاة ، عليه أن يكافح وحده بلا ناصر ولا هاد ولا معين .
إن هناك لحظات في الحياة لا يصمد لها بشر ،إلا أن يكون ُمرتكنا إلى الله ، مُطمئنا إلى حماه، مهما أوتي من قوة وصلابة وثبات واعتداد، ففي الحياة لحظات تعصف بهذا كله ، فلا يصمد لها إلا المطمئنون بالله ، وهم كما أحسنوا العمل بحياتهم، وأحسنوا الإنابة إليه، واطمأنوا بذكره ،فهو يحسن مآبهم عنده .-انتهى كلامه-.
ولا تنس أخي وأختي الأسباب الشرعية فهي لا تقل أهمية عن الأسباب العضوية أو الجسدية ،وأعني بها الاستقامة ، وعدم الاستسلام للشهوات والله يقول في كتابه العظيم في سورة طه:
[ وَمَنۡ أَعۡرَضَ عَن ذِكۡرِي فَإِنَّ لَهُۥ مَعِيشَةٗ ضَنكٗا وَنَحۡشُرُهُۥ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ أَعۡمَىٰ (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرۡتَنِيٓ أَعۡمَىٰ وَقَدۡ كُنتُ بَصِيرٗا (125) قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتۡكَ ءَايَٰتُنَا فَنَسِيتَهَاۖ وَكَذَٰلِكَ ٱلۡيَوۡمَ تُنسَىٰ (126) ]
فالذي يتناسى الأوامر والنواهي ويتغافل عنها في الدنيا ويعرض عنها ،يجعل الله حياته جحيماً لا يُطاق،ليلاً و نهاراً .
يمكن الاستفادة من المقالة بشرط :
الإحالة للموقع وصاحبه فقط ومن ينقل أو يقتبس دون إحالة فهو عرضه للعقاب الدنيوي والأخروي.