
الإبل من الرموز التي يختلف معناها بالأحلام حسب الزمن بشكل رئيسي، ويوجد الكثيرون لا يعبرون هذه المسألة أهمية وعناية، مع علاقتها بالتعبير.
ومن معاني رؤية الجمل والجمال ما يلي:
- إذا دخلت مدينة بلا جهاز أو مشت في غير طريق الدواب فهي سحب وأمطار، لكن هذا مخصوص برؤيتها في وقت محدد وهو الوقت الذي تنزل به الأمطار عادة في بلد الرائي، حسب مكان الرائي وبلده.
- قد تدل على عدم المحافظة ع الصلاة والبعد عن الطاعة، وقد ورد أن الصلاة في معاطن ومبارك الإبل لا تصح، وأن لحومها تنقض الوضوء، والدليل هو عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال قلت للنبي صلى الله عليه وسلم: أأتوضأ من لحوم الغنم ؟ قال ” إن شئت، فتوضأ. وإن شئت، فلا توضأ ” قال: أتوضأ من لحوم الإبل ؟ قال ” نعم. فتوضأ من لحوم الإبل ” قال: أصلي في مرابض الغنم ؟ قال ” نعم ” قال: أصلي في مبارك الإبل ؟ قال ” لا “. *1
وفي رواية في سنن ابن ماجه: لا تصلوا في مبارك الإبل فإنها من الشياطين( الحديث: عن عبدالله بن مغفل المُزني ، قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم: صلوا في مرابض الغنم ولا تُصلوا في أعطان الإبل فإنها خُلقت من الشياطين). *2
ولذا جاءت العلاقة من هنا وتعبيري هذا، وهنا فالسؤال عن الرائي وهيئته ودرجة صلاحه ضرورية جدا لاستخراج التعبير المناسب.
- ربما دلت رؤية الجمل على الشيطان، لما في الخبر أنّ على ذروته شيطاناً، ولما ورد آنفا: ( لا تصلوا في أعطان الإبل فإنها من الشياطين ).
- الجمل قد يدل على فعل الجميل والمعروف لاشتقاق اللفظ، وتأمل: الجمل… الجميل.
- قد تدل رؤيته على الحزن. لقوله صلى الله عليه وسلم: ركوب الجمل حزن وشهوة؟؟
- قد تدل رؤيته على أعراض عرق النسا والشفاء منه، وتأمل الحديث التالي لتفهم وتعلم.
- عن عبدالله بن عباس رضي الله عنه قال: أقبلت يهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالوا: يا أبا القاسم أخبرنا عن الرعد، ما هو ؟ قال: ملك من الملائكة موكل بالسحاب، معه مخاريق من نار يسوق بها السحاب حيث شاء الله. فقالوا: فما هذا الصوت الذي نسمع؟ قال: زجره بالسحاب إذا زجره حتى ينتهي إلى حيث أمر. قالوا: صدقت، فأخبرنا عما حرم إسرائيل على نفسه. قال: اشتكى عرق النسا فلم يجد شيئا يلائمه إلا لحوم الإبل وألبانها، فلذلك حرمها. قالوا: صدقت.*3
- قد تدل على الخلاص من القصاص والقبول بالدية وهذا عند رؤيتها للمساجين في أمور القصاص خاصة، وهذا بسبب تقدير الديات بالإبل.
- لما رواه عبدالله بن عمرو قال: كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: يُقوِّم ديةَ الخطأِ على أهلِ القُرى أربعمائةِ دينارٍ، أو عِدلها ( وعدلها من الورق )من الورِقِ يقومها ( ويقومها ) على أثمانِ الإبلِ، فإذا غَلتْ رفعَ في قيمِتها، وإذا هاجت رخصًا نقص من قيمِتها، وبلغتْ على عهدِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ما بين أربعمائةِ دينارٍ إلى ثمانمائةِ دينارٍ، وعَدلُها من الورِقِ ثمانيةُ آلافِ درهمٍ. ( قال ) وقضى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: على أهلِ البقرِ مائتي بقرةٍ، ومن كان ديةُ عقلِه في الشاءِ فألقى ( فألفي ) شاة، قال: وقال رسولُ اللهِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إنَّ العقلَ ميراثٌ بينَ ورثةِ القتيلِ على قرابتِهم، فما فضلَ فللعصبةِ. قال: وقضى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، في الأنفِ إذا جُدعَ الديةَ كاملةً، وإن جُدعتْ ثَندوتُه فنصفُ العقلِ ؛ خمسون من الإبلِ، أو عِدلها من الذهبِ أو الورِقِ، أو مائةُ بقرةٍ، أو ألفُ شاةٍ. وفي اليدِ إذا قطعتْ نصفُ العقلِ، وفي الرِّجلِ نصفُ العقلِ، وفي المأمومةِ ثلُثُ العقلِ ثلاثٌ وثلاثون من الإبلِ وثلثٌ أو قيمتُها من الذهبِ ؛ أو الورِقِ، أو البقرِ، أو الشاءِ، والجائفةُ مثلُ ذلك. وفي الأصابعِ في كلِّ أصبعٍ عشرٌ من الإبلِ. وفي الأسنانِ في كلِّ سنِّ خمسٌ من الإبلِ. ( وفي الأسنان خمس من الإبل في كل سن ) وقضى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أنَّ عقلَ المرأةِ بين عَصَبتها من كانوا لا يرثون منها شيئًا إلا ما فضَل عن ورثتِها. وإن قُتلت فعقلُها بين ورثتِها، وهم يقتلون قاتلَهم. وقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ليس للقاتلِ شيءٌ، وإن لمْ يكن لهُ وارثٌ، فوارثهُ أقربُ الناسِ إليه، ولا يرثُ القاتلُ شيئًا.*1
- قد تدل على الربح والغنيمة والعمل والكسب، وهذا لمن رآها من أهلها أو ممن يتاجر فيها بالسباق أو مسابقات المزاين للإبل، أو من يعمل بالجزارة بها.
- من رأى كأنه راكب جملاً في أشهر الحج، رزقه الله تعالى بالحج إن شاء الله. وتأمل الدليل التالي لتفهم وتعلم: ( وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ) [ الحج: 27].
- رؤية القطار من الإبل في الشتاء بخاصة دليل المطر والغيث والسيل، والرابط هنا من اشتقاق اللغة وتأمل العلاقة بين كلمتي قطر وقطار، وهذا مشروط بما إذا شوهد بوقت معين يرجى فيه الغيث.
- قد تدل رؤيته على الحاجة للرقية والتزود بالذكر ومخالطة من لا خلاق لهم، لكون معاطنها ومباركها مما لا يجوز الصلاة به، ولكون لحمها ينقض الوضوء عند من يقول بذلك، ولما ورد في سنن ابن ماجه: ( لا تصلوا في أعطان الإبل فإنها من الشياطين ).
- قد تدل رؤيتها على اقتناء وتملك ما يتجمل ويتزين به، وتأمل لتعلم، قوله تعالى: ( وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ ` وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ ` وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَّمْ تَكُونُواْ بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ). [ النحل: 5 – 7 ].
- قد تدل رؤيتها على الذنوب التي يعذب أصحابها، وهذا حسب حالة صاحب الرؤيا الدينية وهذا ولا شك يحتاج للسؤال والنقاش، وتأمل: ( إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْر ` كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ ). [ المرسلات: 32 – 33 ].
- قد تدل على الحث على النظافة والتطهر، للأمر بالتوضؤ بعد أكل لحمها.
- قد تدل رؤيتها على السفر لاستعمالها به، ولتسميته سفينة الصحراء.
- قد تدل رؤيتها على الغل والحقد والحسد والعداوة الشديدة، لما انتشر عن اتصافها بالغضب وعدم نسيانها لمن يسيء لها، ويقولون: فلان احقد من جمل وقال أبو حيان التوحيدي: الجمل حقود، يترصد من ضاربه الفرصة والخلوة لينتقم منه، فإذا أصاب ذلك لم يستبقِ صاحبه، وقال الطرطوشي: إذا بليت بإنسان حقود لا ينسى الهفوات، ويجازي بعد المدة على السقطات، فألحقه بعالم الجمال والعرب تقول: ( فلان أحقد من جمل )، فالجمل إذا ما أوذي، فإنه لا ينتقم حالا، بل يؤجل ذلك، ولابد من انتقامه طال الزمن أو قصر، وكثيرا ما ينتهز أوقات هيجانه حين السفاد في شهر آذار، أو ما يطلق عليه المربعانية، أو عند طلوع نجم سهيل، وحين ذاك يبحث عن مؤذيه ولا ينتقم منه إلا إذا كان منفردا، فيطرحه أرضا ويبرك عليه وقديما رووا أن جملا برك على أحد الرجال، وأبى أن يتحرك عنه رغم ما لاقى من ضرب من رفاق الرجل، وظل باركا فوقه حتى قتله.
- قد تدل رؤيتها الشفاء من المرض والتداوي بدواء نافع لما ورد من الفوائد بشرب حليبها وبولها، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن ناساً من عُرينة قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فـاجتَـوَوها، فقال لهم رسول الله اللهِ صلى الله عليه وسلم: ” إن شئتم أن تخرجوا إلى إبل الصدقة فتشربوا من ألبانها و أبوالها، ففعلوا فصحُّوا، ثم مالوا على الرعاة فقتلوهم وارتدوا عن الإسلام و ساقوا ذَودَ رسول الله اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فبلغ ذلك النبي اللهِ صلى الله عليه وسلم فبعث في إثرهم فأتي بهم، فقطع أيديهم وأرجلهم وسَمل أعينهم، و تركهم في الحرة حتى ماتوا.*1
- السفر والخروج للنزهة لاستعمالها بالسفر قديما. يقول تعالى: ( وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ ) [ النحل: 6 ].
- عند ركوبها في الرؤيا، فقد تدل على الزواج حسب حال الرائي ومناسبة المعنى له، وبخاصة لفئة الشباب والشابات.
- من رأى الجمل فليحذر، فإنه قد يدل على بدعة لقوله تعالى ( وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ ). [ الأعراف:40 ].
- من رأى ناقة دخلت مكاناً فإنه قد يؤول بالفتنة لقوله تعالى ( إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ ). [ القمر: 27 ].
- ومن رأى أنه قاد جملاً بخطامه فإنه يهدي رجلاً ضالاً، لقوله صلى الله عليه وسلم: (لئن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من ( أن يكو لك ) حمر النعم)*2
…………………………………………………………………………
*1- صحيح مسلم بشرح النووي-(2/327)- كتاب الطهارة، باب الوضوء من لحوم الإبل.
*2- سنن ابن ماجه- (1/253)- كتاب المساجد والجماعات، باب الصلاة في أعطان الإبل ومُراح الغنم. صححه الألباني
*3- رواه الترمذي- (11/284)أبواب التفسير- من سورة الرعد – وقال حديث حسن غريب.. وصححه الألباني.
*1- سنن ابي داود- (6/620)- كتاب الديات باب ديات الأعضاء – دار الرسالة العالمية – طبعة خاصة1430هـ – 2009مـ دمشق – الحجاز621،(جاء في عارضة الأحوذي: إسناد ضعيف، وقال النسائي منكر).
*1- صحيح مسلم – ( 3/1296)- كتاب القسامة باب حكم المحاربين والمرتدين .
*2- فتح الباري- (7/78-88)- كتاب فضائل أصحاب النبي- باب مناقب علي بن أبي طالب .