استدعاء الرؤى

لم يرد بتخصيص هذه السور دليل صريح، صحيح، وهذا السؤال دائما ما يردني، وأجد الذين يطبقونه في ازدياد بالرغم من كثرة تحذيري من هذا الخطأ. وأكثر من يقع فيه المرضى الذين يبحثون عن سبب محنتهم المرضية، أو من تسبب عليهم بالسحر، أو العين مثلا. ووجدت بعض الآداب في بعض كتب الحديث؛ لمن أراد أن يرى رؤيا حسنة أو صالحة، ومنها: أن يكون صادق الحديث واللهجة، وأن ينام على وضوء، وعلى جنبه الأيمن، وأن يدعو بهذا الدعاء: ( اللهم إني أعوذ بك من سيء الأحلام، وأستجير بك من تلاعب الشيطان، في اليقظة والمنام، اللهم إني أسألك رؤيا صالحة، صادقة، نافعة، حافظة، غير منسية، اللهم أرني في منامي ما أحب ).*1

ولا شك أن الدعاء الخالص من الإنسان قريب الاستجابة، لا سيما إذا عمل بالأشياء التي تجعله مستجاب الدعوة، ومنها: أن يُطيب مطعمه، فلا يشرب ولا يأكل إلا طيبا، وأن يلح على الله عز وجل في الدعاء، وأن يتوسل له بأسمائه وصفاته، فهذا حري أن يستجاب له – خاصة – لو كان في سفر طويل أحوجه إلى التبذل في اللبس والهيئة. ولكني لم أجد من السنة ما يعضد هذا الدعاء الذي أورده ابن حجر في الفتح، فهو لا يعدو كونه دعاء، والإنسان يدعو الله بما يفتح الله عليه، ولعل ما أورده ابن حجر من هذا الباب.


*1- فتح الباري- (12/535)- كتاب التعبير باب من لم ير الرؤيا لأول عابر إذا لم يصب.